کد مطلب:163886 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:253

المرحلة الجهادیة للامة الاسلامیة
فی عهد الرسول (ص)، كان الرجل اذا لم یتحرك فی سبیل الجهاد فلابد أن یمنی نفسه أو یحدثها بهذه الحركة، ویقول: ان شاء الله ستسنح لی فرصة الجهاد فی المستقبل، وان فاتنی هذا الجهاد، فسوف أجاهد فی المرة القادمة، والجهاد كان یملك شرعیة اجتماعیة وجماهیریة فی عهد الرسول (ص) والی عصر الامام الحسین (ع)، ولكن الثورة التحرریة لم تكن تملك تلك الشرعیة، والجماهیر لم تكن تحدث نفسها بأن تقتل فی سبیل الدفاع عن الحریة والكرامة ولمقاومة الطاغوت، ولم تكن تمنیّ نفسها بذلك، ولكن بعد مقتل الامام الحسین (ع) نجد العكس، أی أن ایة رایة كانت ترفع من أجل مقاومة الحكم الاموی، كان الناس یجتمعون حول هذه الرایة بشكل غریب، لذلك تجد ان حركة التوابین فی الكوفة بعد أربع سنوات من مقتل الامام الحسین (فی سنة 65/هجریة) شاعت هذه الحركة بشكل غریب فی الكوفة كما النار فی الهشیم، وألتفت حولها الجماهیر من دون أن یكون هؤلاء الناس منتمین سابقاً الی أی حزب أو منظمة أو حركة أو أی جماعة، وإنما كانوا یظهرون وكما العشب فی أیام الربیع ینبت من الارض، وهكذا كان الثوریون ینبتون من الارض، وقضی جیش الارهاب علی هذه الحركة، ولكن لم تلبث هذه الحركة ان تجددت لوجود المد الجماهیری، ثم قضی جیش الارهاب الذی كونه النظام لهذه الغایة علی الحركة الثانیة وهی حركة المختار، ثم مرة أخری ظهرت حركة ثالثة، وحركة رابعة، وحركة خامسة، وحركات أخری حتی أنه لم یكن الناس یفكرون فی من یحمل الرایة ومن هو؟ وما هی أهدافه؟ وحتی انكم تجدون ان بنی العباس قد ظهروا علی أعدائهم من بنی أمیة، وحكموا البلاد باسم الامام الحسین (ع)، وشعار بنی العباس كان السواد، ولبس السواد، فلماذا كانوا یلبسون السواد؟

لانهم كانوا یدّعون بأنهم یدافعون عن الامام الحسین (ع)، هذه الكلمة كانت تلهب حماس الجماهیر بشكل غریب وتثیرفیهم كل عواطف الانسانیة وتشحن ضمائرهم بالارادة والعزیمة، لماذا؟

لان الامام الحسین (ع) قد أكسب الثورة شرعیة، ولم تصبح الثورة ذات شرعیة إلا باسم الامام الحسین علیه الصلاة والسلام، ولكن الی أن تعتقد الجماهیر بأن الشرعیة الحقیقیة فی المجتمع هی شرعیة الثورة، والی أن تعلم الجماهیر بذلك، فالامر بحاجة الی وقت طویل.